الله يراني ، الله مطلع علي ، الله يراقبني
يجب أن تحفظ وتغرس في نفوس الصغار قبل الكبار
نعم يجب أن نفتح عين في قلوبنا تعرف معنى المعية
معية الله لنا عندما انفتحت لأناس أراد الله بهم خيرا
رأيت منهم الخشية ، والسمت الصالح ، والوقار
والخوف من الإقدام على شيء يخالف أمر الله و أمر رسوله
ورأيت المسارعة لإرضاء من زمام أمره ونواصينا بيده سبحانه وتعالى
إذا تملك هذا الشعور في النفس ، وصار يبصر من خلاله جميع أعماله وفعاله
تراه لا يقدم رجلاً أو يؤخرها ، إلا وهو يعلم أكبر مقصود منها ومرمى
و تشاهده ذلك جلياً عندما يشع نور الإيمان ويضيء في قلوب بعض المذنبين
وإذا الرجل غير الرجل ، والمرأة غير تلك المرأة
يقلب قنواته وإمكانياته وطاقاته ، ويسخرها كلها لله
نعم والله ، لا نقول إلا آمنا بالله رباً ، وبمحمداً نبياً ورسولا
قال تعالى جل شأنه وتقدس
{ ألهاكم التكاثر . حتى زرتم المقابر . كلا سوف تعلمون . ثم كلا سوف تعلمون . كلا لو تعلمون علم اليقين . لترون الجحيم . ثم لترونها عين اليقين . ثم لتسألن يومئذ عن النعيم }
لن أقف عند تفسير هذه الآية ولكن عند
قوله تعالى ( كلا لو تعلمون علم اليقين )
وكلنا نعلم علم يقين ، لماذا خلقنا ، وما هو مآلنا ومصيرنا
كلنا يؤمن بالمغيبات بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره
كلنا يؤمن بالجنة والنار ، كلنا يؤمن بعذاب القبر ونعيمه ، كلنا يؤمن يؤمن
والشاك في ذلك نعلم أيضاً ، أنه كافر والعياذ بالله
يعني كلنا عندنا علم يقين
ثم بعد ذلك ينتقل علم اليقين ، إلا عين يقين ولكن متى
قال تعالى ( ثم لترونها عين اليقين )
عندما تبدأ الروح في الخروج من نفسك التي بين جنبيك
عندها سوف ترى عين اليقين ، ملائكة الله ، وسوف ترى المغيبات
التي كنت تؤمن بها من قبل
فهل يصبح علم اليقين عندنا عين يقين
وكأننا نرى تلك المغيبات ونستشعرها حقيقة
قبل أن تنكشف عنا تلك المغيبات
بحال لا ينفع معها الندم والحسرة
قال فيهم تعالى:{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها
كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } [المؤمنون:99-100].