تعريف علم النفس الاجتماعى :
تدور التعريفات المختلفة لعلم النفس الاجتماعى Social Psychology حول محور واحد وهو دراسة سلوك الفرد كما يتشكل من خلال المواقف الاجتماعية المختلفة . ومعنى هذا أن موضوع هذا العلم هو الدراسة العلمية للسلوك الصادر عن الفرد تحت تأثير المنبهات الاجتماعية المختلفة وما بينها من علاقات أى ان علم النفس الاجتماعى يدرس السلوك الاجتماعى للفرد والجماعة كاستجابة لمثيرات اجتماعية ، ولذلك فهو يهتم بدراسة التفاعل الاجتماعى ، ونتائج هذا التفاعل ، وهدفه هو بناء مجتمع أفضل قائم على فهم سلوك الفرد والجماعة وأيضاً يدرس الصور المختلفة للتفاعل الاجتماعى أى التأثير المتبادل بين الأفراد بعضهم وبعض ، وبين الجماعات بعضها وبعض ، وبين الأفراد والجماعات .
ويحدد ماكدوجل McDougal مجال علم النفس الاجتماعى بانه كيفية إكساب المجتمع للفرد الذى يعيش فيه خلقاً أو طبعاً معيناً ، وتعتبر التنشئة الاجتماعية هى المحور الأساسى فى ذلك .
ويحدد كرتشفيلد Crutchfield مجال علم النفس الاجتماعى بانه يشمل جميع جوانب سلوك الفرد فى الجماعة وهما بذلك يعرفان علم النفس الاجتماعى بانه ذلك العلم الذى يتناول بالدراسة سلوك الإنسان فى الجماعة .
وعلم النفس الاجتماعى عند شريف Sherrif هو الدراسة العلمية لخبرة الفرد وسلوكه فى علاقتهما بالمواقف الاجتماعية .ويعرف سارجنت ويليام Sargent Willamson علم النفس الاجتماعى بانه الدراسة العلمية للأفراد بوصفهم أعضاء فى جماعات مع تأكيدها لدراسة العلاقات الشخصية والاجتماعية .
ويعرف لابرتLabert علم النفس الاجتماعى بانه الدراسة التجريبية للأفراد فى المواقع (المواقف) الاجتماعية الثقافية .
وإذا كان لنا ان ناخذ بتعريف محدد واضح المعالم لهذا العلم فيمكننا أن نستخلص التعريف الاتى : عن علم النفس الاجتماعى فرع نظرى يدرس :
(أ) الصور المختلفة للتفاعل الاجتماعى أى التأثير المتبادل بين الأفراد بعضهم وبعض ، والجماعات بعضها وبعض ، وبين الأفراد والجماعات ، وبين الآباء والأبناء ، بين التلاميذ والمدرس ، بين العمال وصاحب العمل ، وبين المعالج والمريض .
(ب) ومن صور التفاعل : التعاون والتنافس ؛ الحب والكره ، الارتياب والمحاكاة ، التشجيع ، التعصب والإنحياز .
(ج) كما يدرس نتائج هذا التفاعل ومنها تكوين الأفراد والعواطف والمعتقدات وشخصيات الأفراد .
(د) كما انه يتطرق فى دراسة العوامل التى تؤثر فى ذلك التفاعل .
وربما تبرز لدينا من التعاريف السابقة ثلاث مفاهيم جديرة بالنظر وهى مفاهيم : المواقف الاجتماعية ، والمجال الاجتماعى للفرد ، السلوك الاجتماعى وفيما يلى تحديداً مبيناً لها :
(أ) المواقف الاجتماعية : وهى تلك المواقف التى تحتوى على مثيرات اجتماعية فى اى نمط من الجماعات او الثقافات .
(ب) المجال الاجتماعى للفرد : وهو المكان الذى يتميز بوجود آخرين به سواء أكان هذا الوجود مباشراً أو كان ممثلاً بوجود أحداث سيكولوجية مرتبطة بهم مثل المفاهيم والذكريات .
(ج) السلوك الاجتماعى : وهو السلوك الذى يصدر عن الفرد ويتأثر فيه بالآخرين .
إذن نستطيع تعريف علم النفس الاجتماعى إذن بأنه العلم الذى يدرس قوانين او قواعد سلوك البشر وتصرفاتهم المشروطة باشتراكهم فى جماعات او فئات اجتماعية ، وكذلك المواصفات النفسية لتلك الفئات التى ينتمون إليها .
وقد استقر هذا التعريف بعد خلاف بين رأيين الأول يقول إذا كانت سيكولوجية الإنسان ناشئة أساساً عن انتمائه لفئة اجتماعية ، فان علم نفس كله هو علم نفس اجتماعى وبالتالى فلا حاجة لتميزه كعلم مستقل ، ويقول الرأى الثانى ان سلوك الفرد فى الجماعة مختلف عن سلوكه بمفرده ومن ثم يجب قيام علم لدراسة سلوك الفرد داخل الجماعة ، وسلوك الجماعات ذاتها .
كما استقر هذا التعريف بعد ان أوضحت التجارب أن مكونات النفس الإنسانية (الدافعية والتعليم والإدراك والشخصية) لا يمكن إرجاعها إلى نشاط الدماغ وحده وانه من الضرورى لأجل فهم الوظائف النفسية ان تخطى حدود الجسم ونبحث عن جذورها فى ظروف الحياة الاجتماعية . وان استيعاب التجربة الاجتماعية لا يغير مضمون الحياة النفسية فحسب بل ويخلق أشكالاً جديدة للعمليات النفسية بما يجعلها وظائف نفسية راقية تميز الإنسان عن الحيوان . أما من ناحية موضوع علم النفس الاجتماعى فقد تطور التفكير فيه فى اتجاهات ثلاث ، فهناك من رأى انه علم (الظاهرات الجماعية الجماهيرية النفسية) أى سلوك الجماعات الكبرى سيكولوجية الطبقات والفئات والوحدات الاجتماعية الكبيرة الأخرى ، ومن ثم يركزون على عناصر مثل التقاليد والعادات والأخلاق ، أو الرأى العام وسيكولوجية الاتصال او بعض الظواهر الجماهيرية المتميزة كالموضة او الإشاعة . وراج هذا الاتجاه بين أصحاب السوسيولوجياً .
اما الاتجاه الثانى فكان على العكس يرى ان الشخصية هى الموضوع الرئيسى لدراسة علم النفس الاجتماعى ، باعتبارها ملتقى علم النفس وعلم الاجتماع ، وتلون هذا الاتجاه وفقاً لجوانب الشخصية التى رأوا دراستها ، كالسمات او الأنماط او التفاعل . وكان منطقهم انه لا يمكن تصور علم نفس اجتماعى دون انتماء لعلم النفس .
ونشأ بعد ذلك تيار ثالث بين الاتجاهين السابقين حيث اعتبر موضوع علم النفس الاجتماعى هو العمليات النفسية للفرد داخل الجماعة وركز هذا الاتجاه على الجماعات الصغيرة فيما عرف بديناميات الجماعة . على ان ما يجعل هذه الاتجاهات كلها تقف على أرضية مشتركة هو ان علم النفس الاجتماعى يتسم بسمتين هامتين ، الولى ان قضاياه تندرج فى باب قضايا المجتمع السياسية والاجتماعية وانه بالتالى على صلة وثيقة بالإيديولوجيا والمرحلة التاريخية الاقتصادية الاجتماعية لتطور المجتمع السمة الثانية أن البحث فيه قد أملته الحاجات التطبيقية مثل سيكولوجية الرأى العام والاتصال والتعصب والاتجاهات ... الخ .
وهكذا فإن المجتمع هو الذى يطرح المهام على علم النفس الاجتماعى ، وعلى اصحاب هذا العلم ان يفهموا قضايا المجتمع ويدركوا ـ بواسطة علمهم ـ قدر المساهمة التى يستطيعون بها حل تلك القضايا ، وان يعلموا تمام العلم الوظيفية الأيديولوجية لعلمهم .
نشأة وتطور علم النفس الاجتماعى :
نشأ علم النفس الاجتماعى فى بدايات القرن العشرين كرد فعل للطبيعة غير الاجتماعية التى تميز بها علم النفس العام . وعادة ما يعتبر عام 1908 هو سنة ميلاد هذا العلم إذ ظهر فيها أول كتابين عنه . ويرجع البعض بدايات العلم إلى منتصف القرن التاسع عشر عندما وضع أوجست كونت تصنيفه للعلوم الاجتماعية وقدم فكرة الوضعية . ويجدر بنا هنا أن نقدم تلخيصاً للفلسفة الوضعية التى نادى بها أوجست كونت (1798 – 1857) إذ يعتبرها المؤرخون بداية علم الاجتماع الحديث . ولقد ظهر اول مرة عام 1844 ، وهى مذهب فلسفى معاصر يرتكز على دراسة الظواهر دراسة علمية ، أو وصفية او تحليلية للوصول إلى القوانين والقضايا والحكام العامة التى تخضع لها هذه الظواهر . وقد طبق هذا المبدأ على الظواهر الاجتماعية لأنه كان يرى أن ظواهر المجتمع تخضع لقوانين لا تختلف فى طبيعتها وثباتها عن قوانين العلوم الأخرى . والوضعية فى نظر كونت تمثل المرحلة الأخيرة التى يستقر عندها الفكر الإنسانى فى تطويره ، وقد مر الفكر الإنسانى بحسب نظريته فى ثلاث مراحل هى : المرحلة اللاهواتية (الثيولوجية) والمرحلة الميتافيزيقية ، والمرحلة الوضعية تقابل كل مرحلة منها وجهة نظر معينة إلى العالم . وفى المرحلة الأولى (اللاهوتية) يذهب العقل فى تفسيره للظواهر بنسبتها إلى قوى غيبية خارقة . اما المرحلة الثانية (الميتافيزيقية) ففيها يفسر العقل الظواهر بنسبتها إلى معان وقوى مجردة غير مشخصة واخيراً المرحلة الوضعية حيث يفسر العقل الظواهر عن طريق ربطها بالقوانين التى تخضع لها وقسم كونت العلوم فى مبلغ خضوعها للفكر الوضعى إلى قسمين : قسم وصل إلى الوضعية وهو العلوم الرياضية والطبيعية والبيولوجية وقسم لم يصل بعد وهو الدراسات المتصلة بالإنسان والمجتمع . ورأى انه بفضل إنشاء علم يدرسها وهو علم الطبيعة الاجتماعية ـ وسماه بعد ذلك علم الاجتماع ـ تتحقق للفلسفة الوضعية العمومية والكلية وتصبح قادرة على أن تحل محل التفكير اللاهوتى والميتافيزيقى فى تفسير الكون وما يشمله من الظواهر المختلفة .
وبدا فى أول الأمر أن مهمة علم النفس الاجتماعى ستكون تطعيم علم النفس العام بالمصل الاجتماعى ، وإخضاع دراسة المجتمع لسمات الشخصية . لذلك اتبع العلم فى بدايته الأسلوب التجريبى بمعنى إجراء التجارب على الجماعات والأفراد . وذلك فى الفترة ما بين الحربين العالميتين ، ولكن تمخض ذلك الاتجاه عن مجرد معالجة البيئة الاجتماعية لاكتشاف أثرها على سلوك الفرد فى ظروف المعمل . وادى هذا إلى ابتعاد النتائج عن الواقع المعاش ونشأت أثر ذلك ونتيجة للتركيز على الطريقة التجريبية ، أزمة فى علم النفس الاجتماعى بين الستينات والسبعينات من القرن العشرين . حيث ظهرت بدائل متعددة لدراسة التأثير الاجتماعى ، خاصة فى دراسة الجماعات الصغيرة واللجوء إلى الملاحظة الواقعية والتخلص من الدراسات المعلمية الضيقة .
تطور علم النفس الاجتماعى :أولاً : فى القرن الرابع قبل الميلاد أنتج الفكر اليونانى نظما فلسفية متكاملة ، ونجد هنا ان فلاسفة اليونان قد عنوا بدراسة النفس : تكونها ، معناها ، مادتها ، مكانها للعالم المادى ، الوظائف النفسية والعقلية وطريقة اثبات كل ذلك ، كذلك عنوا بدراسة الصلة بين الفرد والمجتمع ومحاولة التحكم فى هذه الصلة ، وتوجيهها الوجهة السليمة وتسمى هذه المرحلة بمرحلة التفكير الفلسفى ، وتعتبر محاولات الفلاسفة اليونان أكثر انتظاماً وأقرب إلى روح التفكير المنطقى القابل للتعميم ، وربما كان أبرز من ساهم فى تطور علم النفس الاجتماعى من الفلاسفة الأغرايق أفلاطون وأرسطو فقد تكلم أفلاطون عن أول مبدأ لتكوين المجتمعات وذلك عندما تكلم عن (المدينة الفاضلة) ، فهو يعتبر أن الميل للاجتماع ظاهرة طبيعية ناشئة من تعدد حاجات الفرد وعجزه عن قضائها بمفرده ، ولذلك تتآلف الناس أولاً فى جماعات غفيرة تعاونت على توفير المأكل والملبس ثم تزايد العدد وكونوا المدينة . فهذه المدينة الأولى ليس لها حاجات إلا الضرورية وهى قليلة يتسنى إرضاؤها بلا عناء ولكن سرعان ما تختفى هذه القناعة وتظهر حاجات جديدة فتضيق الأرض بمن عليها فتنشب الحروب بين الشعوب .
أما ارسطو فقد ناقش آراؤه فى تكوين الجماعات وذلك فى كتابه (السياسة) وفيه يعتبر الجماعة الأولى هى الأسرة ، ويعتبر أن تحقيق دوافع الفرد وحمايته من الأخطار هى الغرض الأول من الجماعة سواء أكانت أسرة أو قرية أو مدينة . وتتألف الأسرة من الزوج والزوجة والبنين والعبيد . الزوج هو رب الأسرة لأن الطبيعة حبته بالعقل الكامل ، أما المرأة فأقل عقلاً ووظيفتها العناية بالمنزل والأولاد تحت إشراف الرجل ، اما العبيد فهم ضرورة اجتماعية وهم أقل قدرة من حيث الذكاء الفطرى ، اى أن ارسطو يؤمن بوجود فروق بين الجماعات وبين البنين والبنات وبين السادة والعبيد كذلك يؤمن بوجود فروق بين الشعوب فشعوب الشمال الجليدى شجعان لهذا لا يكدر عليهم أحد صفوة حريتهم ولكنهم عاطلون من الذكاء ، لهذا هم كانوا عاجزين عن السيطرة على جيرانهم ، أما الشرقيون فيمتازون بالذكاء ولكنهم خلو من الشجاعة ، أما الشعب اليونانى فيجمع بين ميزتى الذكاء والشجاعة
ثانياً : وقد نشأت فى البلاد الغريبة فى العصور الوسطى ـ كذلك وبعد ظهور الدين الإسلامى حضارة إسلامية متقدمة وازدهرت العلوم والفلسفة وحفظ نتاج الفلسفة اليونانية من الضياع بترجمته إلى اللغة العربية ، ووضع فلاسفة العرب مؤلفاتهم متضمنة جوانب عن النفس ، وجوانب تتضمن الصلة بين الفرد والمجتمع . وهذه الجوانب بلا شك كان لها تأثير فى تطور علم النفس الاجتماعى ، ومن أبرز الشخصيات العربية والتى كان لها اسهام واضح فى تطور علم النفس الاجتماعى : الفرابى ، ابن سينا ، الغزالى .
(أ) الفارابى : يعتبر الفارابى أن الدافع للاجتماع هو وجود حاجات عند /؟ز؟// مفطور على أنه يحتاج فى قوامه وفى أن يبلغ أعماله إلى أشياء كثيرة لا يمكن أن يقوم بها كلها هو وحده بل يحتاج إلى عدد من الناس يقوم له كل واحد منهم بشئ .
وهو يتكلم عن تماسك الجماعة والعوامل التى تؤدى إليها مثل تشابه الخلق والشيم الطبيعية والاشتراك فى اللغة واللسان . وكذلك يشير إلى الصفات الضرورية للزعامة فالزعيم يجب أن يكون كامل الأعضاء سليم الجسم ، جيد الفهم والتصور ، جيد الحفظ ، جيد الفطنة ، محباً للصدق وأهله ، كبير النفس ، محباً لكلامه . وهذه مشكلات يهتم بها علم النفس الاجتماعى الحديث ويحاول إليها ولكن منهجه مختلف عن منهج الفارابى وامثاله .
(ب) الغزالى : اهتم الغزالى بتكوين المجتمع وبدراسة دينامياته وكل ذلك بهدف فهم الدوافع لتكوين المجتمع والعمل على إصلاحه وهديه إلى الطريق القويم طريق الدين وتعاليمه ، وقد اعتبر أن تكوين المجتمع ضرورة لضمان بقاء الفرد وسلامته وبقاء الفرد وسلامته شرطان لسعادته ووجود المجتمع ضرورة لتوفير الحاجات الضرورية التى لا يستطيع إنسان العيش بدونها .
ويتوقف بقاء الإنسان على إشباع دوافعه العضوية ، ولكنه عاجز عن توفيرها وحده ، لذا يتحتم التعاون بين الناس لتوزيع العمال فنشوء المجتمع جاء نتيجة لعجز الفرد وعدم قدرته على الحياة بمفرده لذلك خلق الله فى كل إنسان رغبة للتجمع فطرية . ولكن عندما يتعقد المجتمع تظهر مشاكل جديدة فى التعاون والعلاقات الإنسانية . ونمو المجتمع وتطوره يخلقان حاجات جديدة مثل حب الجاه والسيطرة ولكن الإنسان الذى يطمح إلى تحقيق السعادة بمعرفة الله عليه ان يختار الطرق التى توصله إلى تحقيق غايته . أى أن الإنسان نتيجة لوجوده فى مجتمع ما يحتاج إلى أشياء معينة ضرورية له ، ولكن عليه ان يحدد أهدافه حتى لا ينشغل عنها بأهداف أخرى .
ولما كنت سعادة رجل الدين فى معرفة الحق والتوصل إليه فإنه قد يجد نفسه فى صراع مع متطلبات البدن والمجتمع ومتطلبات العلم والدين ومرحلة النمو والنضج التى يمر بها لها تأثيرها كما أنها تغير من اهداف الشخص . ويعتبر الغزالى أن رغبة الإنسان فى تحقيق الأهداف الاجتماعية وإشباع الدوافع التى تخلقها الحياة فى مجتمع معين غاية إلهية لاستمرار الحياة الاجتماعية والعضوية والدنيوية .
ثالثاً : وقد شهدت العقود الأخيرة تزايداً مذهلاً فى الدراسات النفسية إلى الحد الذى يصعب معه معالجة هذا التزايد ونعرض فى هذه الفقرة من تطور علم النفس الاجتماعى للفترة من عام (1939 – 1964) . فقد عملت الاضطرابات الاجتماعية التى صبحت الحرب العالمية الثانية والصراعات المستمرة بين الدول والأيدولوجيات التى سيطرت منذ ذلك الوقت على مسرح الأحداث إلى تعميق الاهتمام بعلم النفس الاجتماعى وأن تستحدث امتداد عظيما فى هذا الفرع من فروع الدارسة . فقد دفعت الحرب عديداً من علماء النفس للتصدى لمسئولياتهم فيما يختص ببحث اوجه التوتر الاجتماعى .
وامتد الاهتمام من المشكلات الوطنية والسياسية ليشمل نطاقاً واسعاً من قضايا المجتمع بما فى ذلك الدعاية والنظام الاقتصادى والتوترات الاجتماعية فى العلاقات الصناعية والتأثيرات الثقافية والطبقية التى تقع على الأفراد ، كما يشهد بالطبع المشكلات التقليدية للجريمة والطلاق والانتحار وإدمان الخمر والانحراف الجنسى والأمراض العقلية .